كيف رأى إقبال طريق المسلمين نحو النهضة؟ (4)
كانت رؤية إقبال للنهضة تبدأ من تلك الشرارة الخفيّة التي أسماها (الخُودي)؛ تلك القوة التي إن ضعفت خبا معها ضوء الأمة، وإن اشتعلت عاد العالم يتشكّل حول الإنسان لا فوقه. كان يقول: إن الخلود لا يُعطى هدية، بل يُنتزع بالوعي والجهد، وإن قيمة الإنسان لا تُقاس بما يرثه من أمجاد الآخرين، بل بما يخلقه من أثرٍ حيّ. ولهذا كان يصرّ على أن "الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم"؛ فنهضة الداخل هي نهضة الخارج، واليقظة في الروح مقدمة لكل يقظة في التاريخ.