أثر الاستعمار في تعطيل النهوض الحضاري في العالم الإسلامي
شهد العالم الإسلامي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين إعادة تشكيلٍ عميقة لبُناه السياسية والاقتصادية والاجتماعية بفعل التوسّع الاستعماري الأوروبي. تشكَّلت أنماط حكمٍ واقتصادٍ وتعليمٍ تُنتج اعتمادًا طويل الأمد على الخارج، وتؤطر سلطةً مركزيةً تُفضِّل الاستخراج على البناء المؤسسي الشامل. تُظهر الأدبيات الاقتصادية أن نماذج الحكم الاستعماري أنشأت مؤسساتٍ “استخراجية” حين كان الاستيطان الأوروبي صعبًا، ما أرسى قواعد تُقيِّد المشاركة والابتكار وتُضعف الاستثمار في رأس المال البشري، بينما ازدهرت “المؤسسات الشاملة” في بيئات مختلفة؛ وهو تفسيرٌ صار من أهم مفاتيح فهم التفاوت في الدخل والنمو على المدى الطويل.