يتناول الكتاب دراسة معقدة عن العلاقة بين الإسلام وأوروبا، مركّزًا على الديناميات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تشكّل هوية المسلمين في أوروبا. يسلط المؤلفان الضوء على تطور أوروبا ككيان ثقافي وجيوسياسي مقابل خلفية الإسلام، موضحين التحديات التي تواجه المسلمين الأوروبيين في سعيهم لهوية تنسجم مع بيئة سياسية متحركة ومتشددة. يدعو الكتاب إلى فهم أعمق لتجارب المسلمين وأدوارهم في الفضاءات العامة، ويؤكد على أهمية الحوار الشامل والتفاهم المتبادل كسبيل لتعزيز التماسك الاجتماعي والتعايش في المجتمعات الأوروبية.
كتاب "عملية التمدّن" (The Civilizing Process) لعالم الاجتماع نوربرت إلياس، يُعدّ من أبرز الأعمال التي غيّرت طريقة فهمنا لتطوّر السلوك البشري والمجتمعات الغربية.
مضى على امتنا في العصر الحديث قرنان على الأقل من محاولات الإصلاح والتجديد والنهضة، ولكن لم تحقق أمتنا نهضتها الحضارية بعد، بل مازالت أمتنا على هامش الأمم، ودولنا في ذيل ترتيب دول العالم من حيث القوة والمنعة والتقدم الصناعي والتقني والاقتصادي ومن حيث القوة العلمية ومستوى الحياة الاجتماعية التي تحقق الكرامة لأبنائها وبناتها. واليوم، وفي زمن التحولات العاصفة، والمآزق البنيوية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية والإسلامية، تبرز الحاجة إلى إعادة التفكير في سؤال النهضة من جذوره. لأننا كما سبق القول لا تزال شعوبنا ترزح تحت أعباء التخلف، وقيود الاستبداد، وآفات الفساد، رغم السعي الحثيث من نخبها الإصلاحية إلى تغيير الواقع، والخروج من دائرة التخلف والهامشية، نحو الحرية والكرامة والتقدم. لكن، ومع تكرار محاولات الإصلاح والتغيير، وتجارب النهوض، يظهر سؤال حادّ ومؤرق: لماذا لا يتغير واقعنا؟ لماذا تفشل محاولات التغيير، أو تنحرف عن مسارها، أو تُجهض قبل أن تثمر؟