لماذا يحتاج العالم إلى مدارس سعيدة؟ تقرير عالمي حول العلاقة بين السعادة في المدرسة وجودة التعليم
مضى على امتنا في العصر الحديث قرنان على الأقل من محاولات الإصلاح والتجديد والنهضة، ولكن لم تحقق أمتنا نهضتها الحضارية بعد، بل مازالت أمتنا على هامش الأمم، ودولنا في ذيل ترتيب دول العالم من حيث القوة والمنعة والتقدم الصناعي والتقني والاقتصادي ومن حيث القوة العلمية ومستوى الحياة الاجتماعية التي تحقق الكرامة لأبنائها وبناتها. واليوم، وفي زمن التحولات العاصفة، والمآزق البنيوية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية والإسلامية، تبرز الحاجة إلى إعادة التفكير في سؤال النهضة من جذوره. لأننا كما سبق القول لا تزال شعوبنا ترزح تحت أعباء التخلف، وقيود الاستبداد، وآفات الفساد، رغم السعي الحثيث من نخبها الإصلاحية إلى تغيير الواقع، والخروج من دائرة التخلف والهامشية، نحو الحرية والكرامة والتقدم. لكن، ومع تكرار محاولات الإصلاح والتغيير، وتجارب النهوض، يظهر سؤال حادّ ومؤرق: لماذا لا يتغير واقعنا؟ لماذا تفشل محاولات التغيير، أو تنحرف عن مسارها، أو تُجهض قبل أن تثمر؟
في هذه الحلقة من برنامج موازين يأخذنا الأستاذ وضاح خنفر في رحلة تاريخية معمقة للبحث في التحولات الكبرى التي شهدها العالم الإسلامي خلال القرن الماضي، انطلاقاً من الحرب العالمية الأولى وتداعياتها، وسقوط الدولة العثمانية، والأحداث التي أعادت تشكيل واقع الأمة الإسلامية. وكيف تعرض المسلمون للخداع على يد القوى الاستعمارية، والأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها الدولة العثمانية، وتفاصيل الخديعة الكبرى التي تعرض لها العرب بقيادة الشريف حسين من قبل بريطانيا، وكيف تم تقسيم العرب سراً قبل أيام قليلة من دفعهم للثورة على العثمانيين.
يشهد العالم تحولات كبرى تعيد تشكيل موازين القوى الدولية لكن هل نحن في الشرق مستعدون لفهم هذه التغيرات واستثمارها لصالحنا؟ في هذه الحلقة يسلط الأستاذ وضاح خنفر الضوء على كيفية فرض الاستعمار حدوده على منطقتنا وكيف يمكننا اليوم إعادة رسم استراتيجياتنا بعيدًا عن التبعية والانقسام. نحلل مفهوم الاستراتيجية الكبرى ومدى أهميته في بناء مستقبل سياسي واقتصادي مستقر ونتساءل: هل نحن عالقون في قوالب فكرية رسمها الآخرون لنا أم أننا قادرون على استعادة زمام المبادرة؟