لتحميل البحث وقراءته، الرجاء النقر هنا
تدور فكرةُ هذا البحث حولَ التلقي العملي الحي للقرآن الكريم باعتبارها الطريقة المُثْلى لأهمِ وأفضلِ صورِ التعبدِ الحقيقي لكتابِ الله تعالى، والمقصودُ بالتلقي العملي الحي هو تنزيل آيات القرآنِ ومضامينها على الواقع المعيش، مع تتبع أبعادِ مفاهيمها بدلالاتِها الرمزية في الواقعِ المعاصرِ- ما دامت النماذجُ واحدةً، وإنْ اختلفتْ مُسمياتها- بصورةٍ صحيحةٍ وإيجابيةٍ بناءة.
إذْ ليس منْ مظاهرِ التعبدِ الحقيقي لكتابِ الله تعالى الوقوفُ عندَ حدِ تعبيراتِه، وأشخاصِه، وقصصِه، ووقائعِه، وكأنّها تجسدُ تاريخًا مضى، وزمانًا قد انقضى بكلِ صورِه وأحكامِه.
وإنّما الواجبُ أنْ يُنْظَر إليها على أنّها تحملُ صفة التجددِ والاستمرارِية، وكأنّها كائن حي يسعى بين الناسِ يأمرُهم، وينهاهُم، ذلك وأنّ الآيات في حقيقتِها تعطي القارئ العبرة والعظة، التي تمكنه منْ القيامِ بعمليةِ تنزيلٍ للأحداثِ الماضِيةِ على الوقائعِ الحاضرةِ، وهو ما يُؤكد على أنّ القرآنَ صالحٌ لكلِ زمانٍ ومكان.