أثر التداخل الحضاري على هوية الأمة
تُعَدّ ظاهرة التداخل الحضاري نتاجًا طبيعيًا لتفاعل حضارات متعددة، حيث تسهم في إعادة تشكيل القيم والأفكار والهوية الثقافية للشعوب. وفي السياق العربي المعاصر، يبرز القلق حيال مصير الدين والقيم، ما يدفع بعض الاتجاهات إلى تبنّي خطاب الانغلاق والاكتفاء بالعلوم الإسلامية وحدها، في وقتٍ يعيد فيه العالم صياغة أسس الاجتماع على قاعدة "العقد الاجتماعي" المرتكز إلى مصلحة الجماعات في إدارة الموارد والحكم. وهنا يثور التساؤل: هل يعكس هذا الميل إلى الانغلاق موقفًا أصيلًا في الدين، أم أنه نتاج عصور التخلف؟ وهل تستدعي تحولات العصر إعادة تعريف الذات والآخر استنادًا إلى المرجعية الدينية؟