مفصلية البناء النفسي في مسعى النهوض الحضاري
تختلف الرؤية القرآنية للنهضة عن الطروحات البشرية السائدة؛ إذ لا ترى الإنسان مجرّد فاعلٍ متقن في مشروع البناء الحضاري، بل "تعتبره المقصود الأول من هذا الحراك"؛ فكل سعي حضاري يبذله الإنسان هو انعكاس مباشر لنضجٍ داخلي يحدث في "معمل النهضة" الكامن في أعماقه. حيث يجانس القرآن بلا فجوة أو انقطاع بنيان الإنسان الداخلي مع بنائِهِ وبذله الخارجي فيعتبرهما شيئاً واحداً: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ...}[التوبة: 109].