مشروع الأمة - من الحلم إلى التحقق

"أين أمة الإسلام؟"... سؤال يطرحه الخطباء، فيلتفت الناس في المسجد ويتساءلون: "طيب ما احنا الأمة! ما المطلوب منّا؟". بهذا التساؤل العميق، يبدأ الدكتور جاسم السلطان محاضرته التأسيسية حول "مشروع الأمة"، مشيراً إلى أن مفهوم "الأمة" ظل يُطرح منذ السبعينات كـ "مُسلَّمة" لا تحتاج لنقاش، فتحول إلى "قضية عامة ليس لها صاحب".
يوضح الدكتور جاسم الفجوة الصارخة بين "الأمة بالمعنى العاطفي" (التي تظهر في المشاعر ودعم الخيريات) وبين غياب "الوجود السياسي والمؤسسي" الفاعل في الأزمات الكبرى. ويؤكد أن رحلة بناء هذا الكيان "لم تبدأ بعد". 
في هذا الطرح المكثف، يجيب د. السلطان عن أسئلة مصيرية: 
- هل الخطأ في مفهوم الأمة، أم في فهمنا له، أم في آليات إنتاجه في الواقع؟ 
- من هي الجهة المسؤولة عن تجسيد الأمة في مؤسسات (صناعة، زراعة، سياسة)؟ 
- ما هي "الشروط الموضوعية" التي سمحت بإنشاء كيانات موحدة ناجحة (مثل الاتحاد السويسري أو الولايات المتحدة) رغم تنوعها؟ 
- لماذا فشلت (111) مبادرة للوحدة العربية؟ لأنها كانت أهدافاً بلا "أرجل على الأرض". 
- كيف ننتقل من "نداء الغائب" و"الأحلام" إلى "العمل الممكن" بخطوات واضحة؟ 
هذه المحاضرة، والكتاب الذي تستند إليه، هي مشروع فكري يهدف لنقل هذا المفهوم الهام من "المسار العاطفي المفرغ" إلى "فعل حقيقي" يبدأ من الفرد وينتهي بمسار واضح لبناء المستقبل.