تأثير الفلسفة الإسلامية على صناعة القرار السياسي - الغزالي نموذجًا

تأثير الفلسفة الإسلامية على صناعة القرار السياسي - الغزالي نموذجًا

يُعتبر علمُ السياسة من أهمِّ العلومِ الاجتماعية، وأكثرِها ملامسةً للواقعِ البشري، ولابدَّ أن يكونَ للإسلام فلسفةٌ سياسيةٌ تتناسبُ مع أُسسِ فلسفته ومبادئه، وهذا ما أشارَ إليه الغزاليُّ عندما أكّد على أنّ السياسةَ تعني صلاحَ الناسِ عن طريقِ إرشادهم إلى الطريقِ المستقيمِ والصحيحِ المنجي في الدنيا والآخرة، بل إنّ السياسةَ جزءٌ لا يتجزأ من التربيةِ والأخلاق، وجعلها في الأهمية كالمطعمِ والملبسِ اللذين لا يستطيعُ الإنسانُ العيشَ بدونهما.
أضِفْ إلى ذلك أنّها عنصرٌ أساسيٌّ في تحقيقِ العدلِ والمساواةِ والتوازنِ في المجتمعِ الإسلامي، إذ لا نظامَ للدينِ إلا بنظامِ الدنيا، وإنّ الدنيا مزرعةٌ للآخرة، وهي الآلةُ الموصِلةُ إلى اللهِ لمن اتّخذها آلةً وممرًّا، لا لمن يتّخذها وطنًا ومستقرًّا.
وليس تنظيمُ أمرِ الدنيا إلا بأعمالِ البشر، وهذه الأعمالُ لدى الغزالي هي الأصولُ التي لا قِوامَ للعالَمِ بدونها، ويذكرُ منها على سبيل المثال: الزراعة، الحياكة، البناء، السياسة؛ فالزراعةُ مصدرٌ للغذاء والاعتمادُ عليها ضروريٌّ، والحياكةُ تمثّل تجسيدًا لمهاراتِ الإنسانِ في التصنيعِ لما يحتاجُه، والبناءُ أيضًا يُمثّل ضرورةً للحياة، بل هو جزءٌ أساسيٌّ في التنميةِ البشرية.

لتحميل البحث كاملًا، النقر هنا 


المصدر: مجلة العلوم الشاملة