لتحميل البحث وقراءته، الرجاء النقر هنا
تهدف هذا الدراسة إلى استكشاف الهوية الإسلامية في ظل التحديات الحالية الناتجة عن موجات الغزو الثقافي المعاصر، الذي يسعى إلى التأثير على البنية النفسية والقيمية للمجتمعات الإسلامية، بدأت بتقديم تعريف شامل للهوية الإسلامية، باعتبارها نظامًا متكاملًا يشتمل على العقيدة، والشريعة، واللغة، والقيم، والرموز الثقافية، ويظهر سماتها الربانية والشمولية والوسطية والاستمرارية. وتناولت الدراسة بعد ذلك تحليل مفهوم الغزو الثقافي المعاصر، الذي يُعتبر أداة استعمارية ناعمة تهدف إلى تشكيل وعي المسلم من خلال الإعلام والتعليم والفن والعولمة، بهدف إبعاده عن دينه وهويته وتاريخه. كما تناولت أهم التحديات التي تواجه الهوية، مثل الاغتراب الثقافي، والاندهاش بالنموذج الغربي، وضعف المؤسسات التعليمية، وتحوير صورة الإسلام بشكل متعمد. وخلصت الدراسة إلى أن الحفاظ على الهوية الإسلامية لا يتم عبر ردود الفعل الانفعالية، بل من خلال الوعي الاستراتيجي، وإعادة بناء الأسس الفكرية، وتحسين المناهج التعليمية، وتعزيز الإعلام الهادف، والانفتاح الواعي على الآخر دون الانصهار فيه. كما تقترح مجموعة من الحلول العملية لتعزيز صمود الهوية الإسلامية وضمان استمراريتها كقوة تأثير في البناء الحضاري الإنساني، مستلهمًا من الماضي ومواجهة الحاضر برؤية مستقبلية متوازنة.