دور مراكز الفكر في استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية: الحرب الروسية - الأوكرانية أنموذجًا

دور مراكز الفكر في استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية: الحرب الروسية - الأوكرانية أنموذجًا

دور مراكز الفكر في استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية: الحرب الروسية - الأوكرانية أنموذجًا
نهرين جواد شرقي شرقي
مجلة بحوث الشرق الأوسط - المجلد 13، العدد 114 - أغسطس 2025


لتحميل البحث وقراءته، الرجاء النقر هنا 


في جوهر العلاقة التكاملية بين القوة والأفكار، يوجد مدخل لما نفهمه في وقتنا الراهن كمركز فكري أو "مختبر للأفكار"، عبر تتبع الأدبيات الاستراتيجية في مجال الحروب العسكرية والتي لا تزال تقدم مؤشراً جيداً على الترابط بين القوة والأفكار؛ فلطالما كانت الهيمنة العسكرية والفكرية هي نتاج للمراكز الفكرية لصنع السياسات. وفي الواقع، بدأت المراكز الفكرية الحديثة الأولى في العمل في الولايات المتحدة الأمريكية كمخابر للمشاركة في التخطيط ووضع الاستراتيجيات ذات العلاقة بقضايا الحرب والسلام. حيث تطلبت أي أزمة استراتيجيات للانخراط العسكري والإقناع ثقافياً وسياسياً. لقد كان ولايزال لمراكز الفكر دوراً أساسيا في كثير من قضايا السياسة الخارجية الأمريكية في عموم الشؤون الدولية بصفة عامة، لاسيما الأمنية والعسكرية. فلقد قامت هذه المؤسسات التي تَعتبر بمثابة مراكز بحثية مستقلة بصياغة التعاطي الأمريكي مع العالم لفترة تقارب مئة عام، ولكن ولكون مؤسسات الفكر والرأي تقوم بمعظم وظائفها بمعزل عن أضواء وسائل الإعلام، فهذا يجعلها تحظى باهتمام يقل عما تحظى به المؤسسات الأخرى للسياسة الخارجية الأمريكية، مثل التنافس بين جماعات المصالح والمناورات بين الأحزاب السياسية والتنافس بين فروع الحكومة المختلفة. وعلى الرغم من هذا الابتعاد النسبي عن الأضواء فإن مؤسسات الفكر والرأي تبقى حقيقة تؤثر بشكل ديناميكي تفاعلي على صانعي السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال عدة جوانب وبوسائل مختلفة. ولا شك بأن ما طرحته هذه المراكز (تشاتام هاوس، بروكينغز، كارنيغي، راند) من آراء وتقارير حول الحرب الروسية - الأوكرانية، لعب دوراً مهماً في بلورة الاستراتيجية الامريكية تجاه هذه الحرب، وهذا ما سنحاول اكتشافه وتحليله في بحثنا هذا.